علي جمعة يجيب على سؤال لماذا ندعو الله والقدر مكتوب
كتب- محمد السيد البصمةأجاب الدكتور على جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، على سؤال طفلة مفاداه إن الله كتب كل ما يحدث للإنسان فى قدره، ورفعت الأقلام وجفت الصحف، فلماذا ندعو الله؟.
وأوضح جمعة، خلال حلقة برنامج "نور الدين"، المذاع على قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، اليوم الخميس: "اللى مكتوب فى الكتاب إن ربنا هيرزقك مليون جنيه، وده مكتوب باللون الأحمر، وإنتى عاوزه 2 مليون جنيه، طبعا لما تدعى ربنا ده هيتغير".
وأشار إلى قول الله سبحانه وتعالى: (يمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)، والدعاء هو اللى بيغير فى المقادير".
ويسأل الكثير من الناس هل هناك أعمال صالحة ترد القدر فأجاب الشيخ عطية صقر -رحمه الله- وقال روى الحاكم وصححه وابن حبان في صحيحه أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال "لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر . . . " ورواه الترمذي، وقال: حسن غريب، أى رواه راو واحد فقط - وجاء فى حديث البزار والطبرانى والحاكم "لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء ينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة" ومعنى يعتلجان: يتصارعان ويتدافعان.
قال العلماء في هذا: إن القضاء نوع من علم الله تعالى بما سيكون عليه حال العبد قبل خلقه، ومنه قضاء مبرم لابد من وقوعه لا يدفعه ولا يرفعه شيء، ومنه قضاء معلق في وقوعه أو رفعه على شيء، فالموت مثلًا قضاء مبرم لابد منه ولا يدفعه شىء "وطول العمر قضاء معلق على فعل، مثل صلة الرحم وعمل خير آخر، كما في حديث: "من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه" رواه أحمد وغيره.
ومن هذا النوع المعلق أن يعلم الله -سبحانه- أن شيئًا سيحصل للعبد عند دعائه، وأن مرضًا سيصيبه لا يبرأ منه إلا بالدعاء والعلاج، فكل حركات العبد والكون معلومة مكشوفة لله تعالى، ولكنها مغيبة عنا، ولذلك أمرنا بطاعته، ومن الطاعة الدعاء الذي يؤكد الإنسان شيه إيمانه بضعفه وحاجته إلى الله، وقد عبر عن هذا في الحديث بأنه العبادة أو مخ العبادة، فإذا حصل الدعاء وتم ما أراد الله كانت إرادته مرتبطة بدعاء العبد كما علمها من قبل، وما دام القضاء مغيبًا علينا فعلينا امتثال أمر الله في الدعاء وغيره، ولو علمنا ما قدر لنا ما كان هناك معنى للتكليف ولركدت حركة الحياة.