المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: الهولوكوست جريمة في حق البشرية لنتذكر ضحايا ”أوشفيتز” من المسلمين
البصمةنشر روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني مقالة حول المجازر التي تحدث ضد أبناء الديانية الإبراهيمية بدء من الإبادة الجماعية التي حاول النازيون ارتكابها ضد اليهود، والتي تكررت بغية القضاء على ملايين الأبرياء، وكان الكثير منهم مسلمين، فى أربعينات القرن الماضي وعندما تكررت الآن تكررت بحق الكُرد في شمال العراق وصولا إلى الروهينغيا في ميانمار.
وأوضح المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني فى مقاله أن أسماء وأرقام من كانوا بتلك المذبحة والمعروفة إعلاميا باسم الهولوكوست كانت كالتالي: إسماعيل (R9954)، ونصر الدين (R9955)، ومحمد (R9959) وحسن (R9965). كانوا أسرى الحرب السوفياتيين وتم أسرهم في الجبهة الشرقية. انضموا مع عشرات المسلمين الآخرين في أواخر شباط (فبراير) وأوائل آذار (مارس) عام 1942 إلى الآلاف والآلاف من أسماء مثل إبراهيم وسارة وإسحاق وريبيكاس وجاكوبز وراشيل، وشكلوا معاً 1.1 مليون رجل وامرأة وطفل قتلوا في مجمع كبير في المعسكرات النازية المركّزة للاعتقال والعمل والإبادة بمناطق ريفية في بولندا تسمى أوشفيتز.
وأوضح المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني أن اليهود كانوا هم الضحايا الرئيسيون لوحشية أوشفيتز بالطبع، فى ذلك الوقت إذ كانوا يشكلون نحو 90 في المائة من حصيلة القتلى الهائلة حتى العدد الهائل ذاك، كان بحد ذاته مجرد جزء صغير من ستة ملايين يهودي قتلهم النازيون في جهودهم لإبادة الشعب اليهودي تحت عنوان الهولوكوست فحين يزور زعماء العالم أوشفيتز في 27 يناير (كانون الثاني) للاحتفال بالذكرى الـ75 لتحريرها من قبل القوات السوفياتية - التاريخ الذي اختاره المجتمع الدولي لإحياء ذكرى المحرقة ستكون أسماء الشهداء بشكل عادل ومناسب يهودية.
وأشار المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني خلال مقاله أنه إذا كان الهدف من إحياء ذكرى الهولوكوست، جزئياً على الأقل، هو مواجهة الجهل بالمحرقة وإنكارها - وهي ظاهرة يمكن أن تتراوح بين عدم معرفة الحقائق الأساسية للمحرقة إلى رفض تاريخها المؤكد إلى تمجيد نجاح هتلر القريب في تحقيق الإبادة الجماعية - حينها يجب على منظمي إحياء الذكرى إدخال أسماء ضحايا النازية المسلمين في تلاواتهم أيضاً.
وأكد أن التركيز على عدد قليل من الضحايا المسلمين لا يعني حجب دور الجناة المسلمين، مثل القوات البوسنية في فرقة الجبل الـ13 الشهيرة، والتابعة للجناح العسكري في الحزب النازي. إن ذكر الضحايا المسلمين كوسيلة لمواجهة الجهل بالمحرقة وإنكارها، ليس مجرد "مشكلات إسلامية" فحسب- بل على العكس، تعد من الظواهر عبر الثقافية وعبر الأعراق وعبر الوطنيات وعبر الأديان موضحا أنه في العام الماضي فقط، على سبيل المثال، أخبر 13 في المائة من البريطانيين منظمي استطلاعات الرأي بأنهم إما يعتقدون أن المحرقة كانت خدعة وإما أن عدد القتلى اليهود مبالغ فيه إلى حد كبير.
وأظهر استطلاع للرأي عام 2018 أن 41 في المائة من الأميركيين - و66 في المائة من جيل الألفية - لم يتمكنوا من القول بشكل صحيح: ماذا كانت المحرقة مشيرا فى الوقت نفسه أن هذا الواقع لا يقلل من حقيقة أن إنكار المحرقة مُعلن بشكل خاص في العديد من المجتمعات الإسلامية فإلى جانب معاداتها من قبل ابن العم الأول، يتم دعم معاداة السامية من قبل زعماء وطنيين مثل رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وزعماء دينيين مثل رجل الدين المؤثر والمقيم في قطر يوسف القرضاوي.
واكد المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني إن ظواهر الجهل بالمحرقة والإنكار والاحتفال في الثقافة العربية كما في الثقافة الإسلامية الشعبية الواسعة ووسائل الإعلام الاجتماعية، شائعة للأسف مضيفا أنه لحسن الحظ، هناك بعض الأخبار الجيدة المهمة لقد نشطت مجموعة متزايدة من الزعماء المسلمين في مواجهة هذه الكراهية الخبيثة حيث أعلنت دعمها للتسامح ورفضت إنكار المحرقة. ويمتد هذا، من ملك المغرب الذي قال علناً إن المحرقة "واحدة من أكثر فصول التاريخ الحديث مأساوية"، إلى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي التي تتخذ من السعودية مقراً لها، حيث ندد بإنكار الهولوكوست وهو يقوم الآن بزيارة رفيعة المستوى إلى أوشفيتز مؤكدا إن ضحايا أوشفيتز بما فيها الضحايا المسلمون إلى جانب ما يقارب مليونًا من الضحايا اليهود والآلاف من الضحايا المسيحيين، سوف تساعد على إدخال المسلمين إلى الرواية التاريخية الحاسمة والمساهمة في هذا الاتجاه الإيجابي.
وأشار المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني أنه بعد كل ذلك، وفي حين أن المحرقة كانت مأساة يهودية على نحو ساحق، فإن السعي النازي للهيمنة الكونية على أساس شعور مشوه بالتفوق العرقي ما زال ينشط خطاب الإبادة واستراتيجيات نهاية العالم التي يسمعها المرء من المتطرفين في المجتمعات الإسلامية مشيرا إلى أن الإبادة الجماعية التي حاول النازيون ارتكابها ضد الشعب اليهودي، قد تكررت منذ ذلك الحين، للأسف، بغية القضاء على ملايين الأبرياء، حيث كان الكثير منهم مسلمين، من الكُرد في شمال العراق إلى الروهينغيا في ميانمار.
واختتم المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني مقالته: "ربما لم يتم قتل المسلمين الذين ماتوا في أوشفيتز بسبب إيمانهم، ولكن إيمانهم لم يعفهم من مصيرهم. إن نتذكر - إسماعيل مامدزونون، ونصر الدين تادزوباجيف، ومحمد سلطان، وحسن محمدوف، وإخوانهم في الدين - هو خطوة صغيرة يمكن أن يتردد صداها إلى أبعد من حقول القتل في الريف البولندي.