الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 06:37 مـ 1 جمادى آخر 1446هـ
مقالات

د.ريتا عيسى الأيوب تكتب..

حَياةٌ ما مِنْ بَعْدِها حَياة

البصمة

وَعِنْدَما قَرَّرَ هُوَ أَنْ يَموتَ مِنْ حَياتِها... بَعَثَ اللهُ في نَفْسِهِ حَياة...
حَياةٌ ما مِنْ بَعْدِها حَياة... أَبَدِيَّةٌ هِيَ... حَتَّى مِنْ بَعْدِ المَمَات...
أَحْياهُ اللهُ في قَلْبِها... وَفي عَقْلِها... فَهِيَ التي كانَتْ لَهُ مِنْ أَجْمَلِ الكائنات...
قَدْ كانَ يُحِبُّ رِفْقَتَها هِيَ... هِيَ وَحْدَها... إِذْ كانَتْ تَجْلِبُ لِقَلْبِهِ كُلَّ المَسَرَّات...
إِلَى أَنْ افْتَرَقا يَوْماً... عَلَى أَمَلِ لِقاءٍ مُتَجَدِّدٍ... قَدْ اسْتَحالَتْهُ ظُروفُ الحَياة...
ظُروفٌ كَوْنِيَةٌ غَامِضَةٌ... قَدْ عَزَلَتْ العالَمَ بِأَسْرِهِ... فَلَمْ يَتَبَقَّى لِلْبَشَرِ... إِلاَّ العَيْشُ في الذِّكْرَيات...
وَبِما أَنَّها مِنْ أَرَقِّ أَنْواعِ البَشَرِ... وَأَنْقاهُمْ قَلْباً... عانَتْ مِنَ الفُراقِ كَثيراً... إِلَى أَنْ اضْطَرِّتْ... إِلى اتِّخاذِ أَصْعَبِ القَرارات...
قَرارٌ... قَدْ أَجْبَرَها هُوَ بِبُرودِهِ... عَلَى اتِّخاذِهِ... مِنْ دونِ أَدْنَى نَدَمٍ... عَلَى نِسْيانِ كُلِّ ما هُوَ فاتْ...
فَإِمَّا أَنْ تَكُونَ قَوِيَّةً... شُجاعَةً في اتِّخاذِ قَراراتِها... وَإِمَّا أَنْ تُعاني مِنَ الشَّوْقِ لَهُ... حَتَّى اقْتِرابِها مِنَ النِّهايات...
فَصَلَّتْ في كَنيسَتِها المُفَضَّلَة مِنْ أَجْلِهِ... حَيْثُ تُضيءُ دائماً بِاسْمِهِ شَمْعَةً... أَمامَ هَيْكَلِ الإِلَه...
دَاعِيَةً اللهَ أَنْ يَحْفَظَهُ مِنْ كُلِّ شَرٍّ... وَأَنْ يُهْديهِ مِنْ لَدُنِهِ... هُوَ وَكُلَّ مَنْ أَحَبَّ... أَجْمَلَ حَياة...