الخميس 21 نوفمبر 2024 11:46 صـ 19 جمادى أول 1446هـ
مقالات

هل تتفكك أثيوبيا ..... و ماذا عن سد النكبة

البصمة

الاخبار التى تتوارد من وكالات الانباء المحلية و العالمية بخصوص ما يقع فى اثيوبيا, لا تنبىء بخير , اقتتال عرقى بين القومية الحاكمة و عدة قوميات و حركات أخرى داخل الاتحاد الكنفدرالى الاثيوبى الهش, ربما تكون هناك ممارسات عنصرية كون هذه الدولة تتشكل من عدة قوميات , وربما الحكومة القائمة تمارس التمييز ضد كل من هو خارج المنظومة العرقية الخاصة بها. كل هذا قد يحدث فى اثيوبيا او غيرها فى دنيا الله الواسعة, لكن التطورات غير مريحة فقد تم الاعلان عن اتحاد مجموعة من الكيانات المعارضة للحكومة القائمة , أهمها جبهة تحرير تجراى و الارومو و تتجه قواتهم الى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا لاحتلالها واسقاط الحكومة القائمه, وهناك ارتباك كبير لدى القوات الحكومية ووقوع اعداد كبيرة منها فى الاسر و هروب اعداد اخرى (طبقا لوكالات انباء دولية) , دول كثيرة قامت بترحيل رعاياها او دعتهم للرحيل تحسباً من اقتحام العاصمة و حدوث فوضى و ضطراب تتحول فيه الحياة الى ضرب من الجنون.

وهناك انباء متبيانة عن الوضع العسكرى على الارض ,تخرج عن القوات الحكومية و عن القوات المعادية لها و لكن لا توجد مصادر محايدة لتؤكد او تنفى بعض او كل هذه الانباء, و فى جميع الاحوال ربما تكون اثيوبيا على شفا حرب أهلية قد تجعل المنطقة بالكامل فى حالة عدم استقرار. و هذا ما لا نتمناه لمنطقتنا و لا للشعب الاثيوبى بأثنياته المتعدده.

و على كل الاحوال, كل ماذكرناه يقال عنه شأن اثيوبى داخلى خاص بهم لا علاقة و لاتدخل لنا فيه, و لا يقع علي حكومتنا سوى دعوة الاطراف المتنازعه الى الجلوس الى مائدة المفاوضات و حل كل الخلافات بالحوار لان هذا ليس فى مصلحة اثيوبيا ولا فى مصحة المنطقة او الاقليم بالكامل.

و هنا يتبدى سؤال مهم.... ماهو مصير سد النكبة الذى اثير حوله الكثير من الخلافات الدولية, و كان موقف آبى احمد عنيدا فى تعاطيه مع مصر و السودان كما هو عنيد الآن مع فرقاء اثيوبيا المتعددين, و كما أفسد المفاوضات حول السد سوف يتسبب فى تحويل اثيوبيا الى دولة فاشلة و من المرجح ان يحدث انقسام عرقى و انفصال الاقاليم الى مجموعة من الدويلات, وهذا سوف يقود الى خلافات و ربما الى اختلافات تفضى الى اقتتال, وهذا ليس فى صالح المنطقة.

مايهمنا هو مصير السد فهو يرتبط بالواردات المائية المصرية السودانية, وهل فى الظروف الامنية الهشة الحالية يمكن استكمال العمل فيه, و ماذا عن تشغيله و مدة الملىء....ألخ؟ اتصور ان مصير السد سوف يكون مرتبطاً بمصير الحكومة الاثيوبية, وهناك العديد من السيناريوهات القابلة للتحقق و كلها ستؤدى الى تعقد الموقف ابتداء من سيطرة الحكومة على الوضع وهذا امر مستبعد جداً فى ضوء المعطيات الحالية , كما قد تستولى المجموعات المعارضة للحكومة الاثيوبية على زمام الامور, وهنا يصبح لزاماً على مصر و السودان التعاطى معها, و فى حالة التفكك الى قوميات سيكون السد فى منطقة بنى شنقول و هؤلاء عرب سودانيون, والاقليم اصلا اراض مصرية تاريخياً و بحكم الواقع اراض سودانية, فهل تتحرك السودان لاستعادتها, اشك فى ذلك خصوصا فى الظروف السودانية الراهنة, اتصور ان مصر عليها عبىء التعامل فى هذا الامر بدرجة اكبر من اجل مصالحنا الاستراتيجية, بالتنسيق مع السودان.

ربما تكون الظروف قد منحت مصر فرصة ممتازة للتصرف وفقاً للحفاظ على مصالحها المائية , فى حدود حماية هدوء وسكنية الاقليم بالكامل, اثق فى حسن تصرف الدولة المصرية فى هذا الظرف الدقيق, بما سيحفظ حقوقنا و حقوق اشقائنا فى السودان و سلامة الاقليم.

انه ظرف تاريخى نادر, وسيذكر سواء بالايجاب او لا قدر الله بالسلب, و متخذ القرار لديه مسئولية تاريخية عن شعبى وادى النيل, ربما لا يطول امد الفرصة المتاحة حالياً, فالامر يحتاج الى سرعة وحسن التصرف, و علينا ان نطبق وصية الفرعون المنقوشة على جدارنان مقياس النيل بمعبد حوس بمدينة ادفو.

التاريخ سيذكر بالفخر المنجزين و لن يرحم المترددين