الذكاء الاصطناعي يخترق أسواق المال والأسهم.. والشركات الكبرى تسعى لتحقيق أرباح طائلة

أكد تقرير بريطاني تزايد معدلات استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الشركات الكبرى والمستثمرين في اتخاذ قرارات مهمة متعلقة بعمليات الاستثمار.

ووفق صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، يستخدم مديرو الأصول والمستثمرون الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لتوجيه قرارات الاستثمار، وتتبع عادات مديري المحافظ وتحديد أفضل الفرص لكسب المال.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها اليوم ان شركة "جي بي مورجان" تخطط في وقت لاحق من هذا العام لتوسيع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي تشير إلى القرارات المشكوك فيها من قبل مديري المحافظ، مثل بيع الأسهم ذات الأداء الأعلى في وقت مبكر جدًا.

وقال كريستيان ويست، رئيس منصة الاستثمار في جي بي مورجان لإدارة الأصول، للصحيفة إن الأداة، التي أطلق عليها اسم "موني بول"، تهدف إلى إظهار تصرفات مديري المحافظ الاستثمارية وأوضاع السوق ومساعدتهم على تصحيح التحيز وتحسين عملهم.

ويستخدم مديرو الصناديق الآخرون الذكاء الاصطناعي لاستكمال عمل المحللين البشريين، وتحديد أهداف تمويل التقاضي وشرح قرارات التخصيص للمستثمرين.

وبحسب الصحيفة تُظهر هذه الجهود المتباينة كيف تتحول حرب الأسلحة بالذكاء الاصطناعي في إدارة الأصول من مهام الامتثال والتسويق التي تتطلب أوراقًا مكثفة إلى مساعدة المتخصصين في الاستثمار على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً.

وقالت "فايننشال تايمز" إن أداة جي بي مورجان ــ وهي جزء من منصة إدارة محفظة سبكترم التي تبلغ قيمتها 3.2 تريليون دولار، والتي تعمل على مدار 40 عاما من البيانات ــ هي برنامج تجريبي لا يزال قيد التطوير وسوف يتاح لمجموعة أوسع من مديري المحافظ في وقت لاحق من هذا العام.

وأكدت الصحيفة أن شركة "فويا" لإدارة الاستثمار نفذت محللا افتراضيا يمكنه مراقبة الأسهم بحثا عن المخاطر المحتملة، وهو ما يكمل طاقم البحث البشري للمدير الذي تبلغ قيمته 331 مليار دولار.

ويستطيع مديرو المحافظ الوصول إلى معلومات يمكن من خلالها عرض مراجعة المحلل البشري للأوراق المالية إلى جانب ردود الفعل من خلال الذكاء الاصطناعي، مثل وضع علامة حمراء على سهم ما وتحديد فرص مكاسبه وخسائره.

وقال جاريث شيبرد، الرئيس المشارك لقسم الذكاء الاصطناعي في فويا، إن محلل الذكاء الاصطناعي في فويا أظهر حتى الآن نسبة جيدة من القرارات الصحيحة والخاطئة، مما يجعل تنبيهاته "إشارة عالية القيمة"، مشبها هذه العملية بطيار ومساعده في قراءة الإشارات من نظام إدارة طيران الطائرة.

أبرز المستخدمين للذكاء الاصطناعي في الاستثمارات والأسهم

وقال شيبرد: "يعزز نظام إدارة الطيران عملية اتخاذ القرار لدى الطيار، لكن الطيار له الكلمة الأخيرة".

كذلك تستخدم شركة Legalist، التي تدير صندوق تحوط بقيمة مليار دولار يركز على تمويل التقاضي، أداة بحث خاصة بالذكاء الاصطناعي تسمى "Truffle Sniffer" للعثور على أهداف استثمارية جذابة بين بحر من الدعاوى المدنية.

وتفحص اداة "Truffle Sniffer" سجلات المحكمة بحثًا عن علامات على نتائج مواتية، مثل القضاة الودودين وفصول التقاضي بالإضافة إلى أحكام ما قبل المحاكمة التي تشير إلى قضايا قوية بشكل خاص.

وقالت إيفا شانغ، الشريكة المؤسسة لشركة Legalist لصحيفة فايننشال تايمز: "نبحث عن القضايا التي تحمل علامات واضحة على فوزها ولكنها لم تجمع الأموال بعد".

وفي بعض الحالات، يلعب الذكاء الاصطناعي دورا مهما في الاستثمار كما هو الحال مع صندوق التداول في البورصة المدعوم بالذكاء الاصطناعي من شركة LG الكورية الجنوبية وشركة Qraft Technologies المدعومة من سوفت بنك SoftBank.

على الرغم من التطورات، فإن هناك شكوك في إمكانات الذكاء الاصطناعي في دفع العائدات طويلة الأجل لمديري الأصول، فقد أوضح مدير المحافظ الاستثمارية ديفيد جيروكس، الذي يدير صندوق تقدير رأس المال T Rowe Price بقيمة 59 مليار دولار، أن معظم رأس المال الفكري الذي يركز على الذكاء الاصطناعي في إدارة الأصول موجه نحو إيجاد ميزة قصيرة الأجل بدلًا من المهمة الأكثر صعوبة المتمثلة في تقدير إمكانات الأرباح لسنوات في المستقبل.